كيف نفهم المشاعر و نتحكم بها

الذكاء العاطفي هو القدرة على إدراك وتفسير وتجسيد والتحكم في المشاعر، وتقييمها، واستخدامها للتواصل مع الآخرين بفعالية وبناء. إن القدرة على التعبير عن المشاعر والسيطرة عليها ضرورية، لكن القدرة على فهم وتفسير والاستجابة لمشاعر الآخرين أيضًا مهمة. يُشير بعض الخبراء إلى أن الذكاء العاطفي أكثر أهمية من المؤشرات الذهنية في نجاح الحياة.
يمكنك اجتياز اختبار الذكاء العاطفي من هنا

ما هي علامات الذكاء العاطفي؟

بعض العلامات الرئيسية وأمثلة على الذكاء العاطفي تشمل:

• القدرة على تحديد ووصف مشاعر الأشخاص.
• الوعي بنقاط القوة وضعف الشخصية.
• الثقة بالنفس وقبول الذات.
• القدرة على التخلص من الأخطاء.
• القدرة على قبول وتبني التغيير.
• الفضول الشديد، خاصة حول الآخرين.
• القدرة على التعاطف والاهتمام بالآخرين.
• تفهم مشاعر الآخرين.
• تحمل المسؤولية عند الخطأ.
• القدرة على التحكم في المشاعر في المواقف الصعبة.

ما هي العناصر الأربعة للذكاء العاطفي؟

يشيرُ الباحثون إلى وجود أربع مستويات مختلفة للذكاء العاطفي، وهي: تصوّر العواطف، القدرة على التفكير باستخدام العواطف، القدرة على فهم العواطف، والقدرة على إدارة العواطف.

-1تصوّر العواطف:

أول خطوة في فهم العواطف هي تمييزها بدقة. في كثير من الحالات، يمكن أن يعتمد ذلك على فهم الإشارات غير اللفظية مثل لغة الجسد وتعابير الوجه.

-2التفكير باستخدام العواطف :

الخطوة التالية تتضمن استخدام العواطف لتعزيز التفكير والنشاطات المعرفية. حيث تساعد العواطف في تحديد أولوياتنا وكيف نستجيب لها؛ نستجيب عاطفيًا للأمور التي تستحوذ على انتباهنا.

-3فهم العواطف :

العواطف التي نستشعرها قد تحمل معانٍ متنوعة. إذا كان شخص ما يعبر عن عواطف الغضب، يجب على المراقب تفسير سبب غضب الشخص وما يمكن أن يعنيه. على سبيل المثال، إذا كان رئيسك يظهر غضبًا، قد يعني ذلك أنه غير راضٍ عن عملك، أو يمكن أن يكون بسبب تلقيه مخالفة سرعة أثناء ذهابه للعمل في الصباح، أو أنه كان يتشاجر مع شريكه. و هذا ما يسفر أهمية فهم العواطف لأن إساءة فهم الشعور قد يخلق سوء تفاهم.

-4إدارة العواطف :

القدرة على إدارة العواطف بشكل فعّال هي جزء أساسي من الذكاء العاطفي وهي الطبقة الأعلى. حيت يعتبر تنظيم العواطف والاستجابة لها بشكل مناسب، بالإضافة إلى التفاعل مع عواطف الآخرين، جوانب مهمة في إدارة العواطف.

يتم ترتيب الفروع الأريعة لهذا النموذج حسب التعقيد، حيث تكون العمليات الأساسية في المستويات الأدنى، بينما تتطلب المستويات الأعلى مشاركة وعي أكبر وتشمل ضبط العواطف.

تأثير الذكاء العاطفي

الاهتمام بتعليم وتنمية الذكاء الاجتماعي والعاطفي قد ازداد في السنوات الأخيرة. أصبحت البرامج المتعلقة بالتعلم الاجتماعي والعاطفي جزءًا أساسيًا من المناهج الدراسية في العديد من المدارس.
هدف هذه المبادرات ليس فقط تحسين الصحة ، بل أيضًا مساعدة الطلاب على النجاح الأكاديمي والحد من ظاهرة التنمر. هناك العديد من الأمثلة على كيفية تأثير الذكاء العاطفي في الحياة اليومية :

-1 التفكير قبل الردود

الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي يدركون أن العواطف يمكن أن تكون قوية، لكنها أيضاً مؤقتة. عند حدوث حدث عاطفي مشحون بشكل كبير، مثل أن تشعر بالغضب من زميل في العمل، الاستجابة العاطفية الذكية ستكون بأخذ بعض الوقت قبل الرد. هذا يسمح للجميع بتهدئة عواطفهم والتفكير بشكل أكثر رشداً حول جميع العوامل المحيطة بالموقف.

-2 الوعي الذاتي الأكبر

الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي ليسوا فقط جيدين في التفكير حول كيفية شعور الآخرين ولكنهم أيضًا بارعون في فهم مشاعرهم الخاصة. الوعي الذاتي يُمكن الأشخاص من النظر إلى العديد من العوامل المختلفة التي تسهم في مشاعرهم.

-3 التعاطف مع الآخرين

جزء كبير من الذكاء العاطفي هو القدرة على التفكير في مشاعر الآخرين والتعاطف معها. غالبًا ما يتضمن هذا النظر في كيفية استجابتك لو كنت في نفس الموقف .

كيفية استخدام الذكاء العاطفي

الذكاء العاطفي يمكن استخدامه في الحياة اليومية بطرق متعددة. بعض الطرق المختلفة لممارسة الذكاء العاطفي تشمل:

• القدرة على قبول النقد والمسؤولية
• القدرة على المضي قدمًا بعد ارتكاب خطأ
• القدرة على رفض الطلبات عند الحاجة
• القدرة على مشاركة مشاعرك مع الآخرين
• القدرة على حل المشاكل بطرق تناسب الجميع
• التعاطف مع الآخرين
• امتلاك مهارات الاستماع
• معرفة الأسباب وراء تصرفاتك
• عدم الحكم على الآخرين

الذكاء العاطفي أساسي للتواصل الشخصي الجيد. يعتقد بعض الخبراء أن هذه القدرة أكثر أهمية في تحديد نجاح الحياة من الذكاء بمفرده. لحسن الحظ، هناك أشياء يمكنك القيام بها لتعزيز ذكاءك الاجتماعي والعاطفي.
فهم العواطف يمكن أن يكون المفتاح لعلاقات أفضل ورفاهية محسّنة ومهارات تواصل أقوى.

هل هناك عيوب للذكاء العاطفي؟

أن تكون لديك مهارات الذكاء العاطفي منخفضة يمكن أن يؤدي إلى العديد من المشاكل المحتملة التي يمكن أن تؤثر على مجموعة من المجالات في الحياة بما في ذلك العمل والعلاقات الشخصية. الأشخاص الذين يمتلكون مهارات عاطفية أقل يميلون إلى الوقوع في المزيد من النقاشات، ولديهم علاقات سيِئة، ومهارات ضعيفة في التعامل مع العواطف.
امتلاك مستوى منخفض من الذكاء العاطفي يمكن أن يكون له عدة عيوب، ولكن امتلاك مستوى جيد من المهارات العاطفية يمكن أيضًا أن يأتي مع تحديات. على سبيل المثال:

• تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص ذوي الذكاء العاطفي العالي قد يكونون أقل إبداعًا وابتكارًا.
• قد يواجه الأشخاص ذوو الذكاء العاطفي العالي صعوبة في تقديم ردود فعل سلبية خوفًا من إيذاء مشاعر الآخرين.
• وقد وجدت الأبحاث أن الذكاء العاطفي العالي قد يُستخدم في بعض الأحيان لأغراض تلاعبية وغير صادقة.

كيف يمكن تحسين الذكاء العاطفي؟

بينما قد يتمتع بعض الأشخاص بمهاراتهم العاطفية بشكل طبيعي، هناك بعض الأدلة تشير إلى أن هذه القدرة يمكنك تطويرها وتحسينها. على سبيل المثال، أظهرت دراسة عشوائية مُراقبة في عام 2019 أن تطوير الذكاء العاطفي يمكن أن يعزز القدرات العاطفية في بيئات العمل.
أن تكون عاطفياً ذكياً أمر مهم، ولكن ما هي الخطوات التي يمكنك اتخاذها لتحسين مهاراتك الاجتماعية والعاطفية الخاصة بك؟ إليك بعض النصائح :

-1الإستماع

اذا أردت فهم ما يشعر به الآخرون، فالخطوة الأولى هي الانتباه والاستماع. خصّص الوقت للاستماع إلى ما يحاول الناس أن يعبروا عنه لك، سواء كان ذلك بشكل بالكلام أو بالفعل . لغة الجسد يمكن أن تحمل الكثير من المعاني. عندما تشعر بأن شخصًا يشعر بشيء ما، فكّر في العوامل المختلفة التي قد تؤدي إلى ذلك.

-2 التعاطف

الاستيعاب الجيد للعواطف أمر حاسم، لكن عليك أيضاً أن تكون قادراً على وضع نفسك مكان الآخرين لفهم وجهة نظرهم بشكل حقيقي. قم بالتعاطف مع الآخرين، تخيل كيف ستشعر لو كنت في وضعهم. مثل هذه الأنشطة يمكن أن تساعدك في بناء فهم عاطفي لموقف معين وتطوير مهارات عاطفية قوية على المدى الطويل.

-3رد الفعل

القدرة على التفكير بالعواطف هي جزء مهم من الذكاء العاطفي. فكّر في كيفية تأثير عواطفك الشخصية على قراراتك وسلوكياتك. عندما تفكر في كيفية استجابة الآخرين، قم بتقييم الدور الذي تلعبه عواطفهم.