الرهاب الاجتماعي - اعراضه وأسبابه

اليوم نتكلم عن مشكلة يعاني منها الكثير من الاشخاص وهي الرهاب الاجتماعي ونوبات الذعر والقلق المرتبطة به.
سنتحدث عن اسباب هذه الحالة و اعراضها وكيف نفرق بين القلق العادي والقلق المرضي وطبعا سوف نستعرض حلول حول حالة الرهاب الاجتماعي ونوبات الخوف التي تنشأ عنها و ايضا نوبات هلع النوم التي تجعل الشخص يعيش اسوأ التخيلات التي لم تحدث اصلاً.

اولا دعونا نستعرض ماهي الاعراض التي يمكن للشخص التعرض لها والتي تجعله يصاب بحالة الرهاب الاجتماعي ؟

مشاكل ناتجة عن الرهاب الاجتماعي:

ان لم تقم بمعالجة حالة الرهاب الاجتماعي وتركته بدون ان تعالجه فسيسبب ذلك في التعرض لهذه المشاكل او بعضاً منها:

لماذا نتعرض للرهاب الاجتماعي؟

عندما يواجه الجسم خطراً ما فالدماغ يأمر الجهاز العصبي ان يستجيب بطريقة الهروب او القتال. الجسم مليئ بالمواد الكيميائية التي تؤثر على سلوكنا, الادريالين على سبيل المثال يقوم بعمل تغييرات فسيولوجية مثل تسريع ضربات القلب واضطراب التنفس وتزيد معدلات ضخ الدم من العضلات كأنك في وسط معركة شرسة.
نوبات الهلع تحدث عندما يعمل نظام الهروب او القتال ويبدأ إفراز الادريالين, النقطة المهمة في هذا الموضوع ان اصلا لايوجد هناك خطر في تلك اللحظة ليحدث كل ذلك وهنا تكمن المشكلة وهي ان الاشخاص يصلون لهذه الحالة و هم في مواقف اصلا ليست مؤذية ولايوجد هناك اي ضغط ولا اجهاد ولاتتطلب تفعيل حالة القتال او الهروب.
اذاً لماذا يحدث ذلك؟
يحدث ذلك لان الجسم اصلا في حالة إجهاد مستمر وارتفاع أعلى من العادي في نسبة المواد الكيميائية التي تسبب الضغط مثل الادريالين والكافيين, نعم الإفراط في الكافيين ايضاً مشكلة فتأثيره مشابه جدًا للأدرينالين، لأنه يزيد من معدل ضربات القلب وضغط الدم.
كذلك إذا حدث تغير مفاجئ في البيئة المحيطة به كالمشي مثلاً في مكان ازدحام او مكان ضيق. او إذا تناول الشخص مهدئات، فقد يسبب ذلك أعراضًا مثل الذعر.
ايضاً عندما يكرر الشخص عبارات مثل أنه سيموت، ويشعر برعشة او ارتفاع درجة الحرارة او غثيان او تقلصات في البطن والصداع. والدوخة التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى الإغماء.
الطفولة جزء مهم جداً من حياة الشخص فصدمات الطفولة قد تكون سبب رئيسي في تعرض الشخص للرهاب الاجتماعي مهما كان عمره. فمن الضروري أن تعتني كل أسرة بأطفالها.

كيف تعرف أن نوبات خوفك مرتبطة بالرهاب الاجتماعي؟

القلق من الاخرين
إذا كنت تشعر بالقلق من الأنشطة اليومية مثل مقابلة شخص لا تعرفه او البدء في محادثات عادية والرد عليها أو حتى التحدث في الهواتف والمحادثات النصية البسيطة والخوف اليومي, او اثناء ذهابك إلى العمل أو الجامعة و تشعر بالإحراج، فإنك غالباً مصاب بحالة الرهاب الاجتماعي.
انعدام الثقة بالنفس
ايضاً عندما تشعر ان مظهرك غير لائق وتجد صعوبة في القيام بأي شيء وتشعر بأن الناس تراقبك ومستعدة لانتقادك على أي شيء. وغالباً ما تتجنب أي اتصال مباشر بالعين فكل هذا من اعراض الرهاب الاجتماعي.
راجع طبيب تخصصي
يجب عليك مراجعة طبيب متخصص لأن هذه النوبة من الرهاب الاجتماعي لا تكون دائما بسبب مشاكل نفسية. وقد يكون أحد الآثار الجانبية لمشكلة صحية مثل مرض السكري على سبيل المثال او أزمة في الجهاز التنفسي او فرط نشاط الغدة الدرقية وبالطبع مشاكل أثناء الحمل أو بعد الولادة.
إذا لم يكن لديك أي من الأمراض المذكورة أعلاه، أي إذا أجريت الفحوصات وتأكدت من عدم وجود مشكلة جسدية، فالمشكلة برمتها تبدأ وتنتهي داخل عقلك.

طرق علاج الرهاب الاجتماعي:

غير طريقة تفكيرك
طمئن نفسك بأن جسمك سليم، وركز انتباهك على أشياء مختلفة. على سبيل المثال، يمكنك البدء بالعد التنازلي من المائة مثلاً والتركيز على المكان والوقت من اليوم وتفاصيل المعالم السياحية من حولك والأصوات.
تمارين التنفس
من احد الحلول هو التركيز على معدلات التنفس. في دراسة أجريت في 2017 شملت 40 شخصاً قالوا انه يجب عليهم تجربة هذا التمرين بعد 20 جلسة تدريبية. في الواقع، شهدت المجموعة التي قامت بهذا التمرين تحسنًا ملحوظًا في قدرتها على التحكم في التنفس. من المستغرب. أيضًا حتى اختبارات الدم الخاصة بهم أظهرت معدلات عالية لانخفاض مستويات الكورتيزول وبالتالي انخفاض مستويات التوتر بمرور الوقت. ولم يعد لدى المشاركين أي نوع من الاضطرابات.
التدريب هو ببساطة أخذ نفس عميق والشعور بالهواء يملأ رئتيك ومعدتك ببطء. ثم تزفر الهواء الذي تم زفيره ببطء، وتستنشق، وتعد إلى أربعة، وتحتفظ به لمدة ثانية. ثم تزفر وتبتعد.
طلب الاستشارة:
يساعد العلاج السلوكي المعرفي الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع، وهدفه مساعدتك على التغيير. طريقة رؤيتك للمواقف الصعبة أو المخيفة، وتساعدك على إيجاد طرق جديدة للتعامل مع هذه التحديات. يمكنك طلب المساعدة من المواقع الطبية العالمية على شبكة الإنترنت، أو يمكنك اللجوء إلى أحد المتخصصين في عيادته. يعتمد العلاج السلوكي المعرفي على تدريبك من خلال المعالج ليضع أمامك الأسباب التي تدفعك إلى الدخول في نوبة الهلع أثناء تواجدك معه.
ابدأ بنفسك:
ركز وقتك وطاقتك على مساعدة نفسك على الشعور بالتحسن. حاول الابتعاد عن عبارات مثل أنا وحدي ولا أحد معي، شعور الإنسان بالوحدة وأنه لا يوجد أحد معه يسانده ويقويه يزيد من المشكلة. بل ويمكن أن يسبب أمراض نفسية خطيرة .
الابتعاد عن الكحول والسجائر والمخدرات:
الكحول والسجائر والمخدرات تزيد من نوبات القلق، لأنه يغير كيمياء الدماغ ويجعل قدرتك على مقاومة أي ضغط تنخفض إلى درجة قد تؤدي بك إلى الانهيار.

كيف يمكننا اكتشاف المشكلة قبل حدوثها؟

حدد الأولويات في حياتك. يمكنك تقليل القلق عن طريق إدارة وقتك وطاقتك بعناية.
تأكد من أنك تمنح نفسك الفرصة للقيام بالأشياء التي تحبها. إذا كان لديك طفل يعاني من الرهاب الاجتماعي، فمن الصعب عليك ان تدفع أطفالك للتعامل مع المشكلات. متى يتراجعون ويمنحونهم الفرصة لخوض تجربة معينة؟ متى يسمحون لهم بالهروب أو تجنب الموقف؟ قد تكون هذه القرارات صعبة بشكل خاص على الآباء الذين يعانون من القلق الاجتماعي.
من المهم أن تقوم بتشجيع الأطفال على مواجهة مشكلاتهم ومعرفة قدراتهم وتفضيلاتهم، حتى لا تجعل قلقك أو ضغوطك النفسية تؤثر على قراراتهم.