يميز افلاطون بين نوعين من العوالم الاول يسميه العالم المحسوس و يقصد بها العالم الذي ندركه بحواسنا و نتعامل بها معه
و يرى ان هذا الواقع المحسوس و الذي اطلق عليه اسم عالم المظاهر هو الموجود الان و الذي نعيش فيه كما أنه ليس هو الواقع الوحيد الموجود و ليس الواقع الحقيقي بل هناك عالم أخر ورائه و هو العالم الجوهري أو عالم الاشكال الواضحة,, قد تبدو لكم هذه المصطلحات غريبة نوعا ما و صعبة الفهم لكن لا تقلق سندرج أمثل مبسطة و شرح لكل هذا .
ان عالم المضاهر هو هذا العالم المحسوس و الذي يتكون من سماء و ماء و اشجار و ما الى ذلك فالاشجار مثلا تتشابه مع بعضها البعض و تتكون من اوراق و غصون و لحاء و بين كل شجرة و شجرة العديد من القواسم المشركة الا ان هاته القواسم لا تتطابق حرفيا مع بعضها البعض , و بالتأمل نجد اشجارا ذات أوراق صفراء و أخرى ذات اوراق خضراء و ايضا تختلف الاشجار عن بعضها من حيث الشكل و اللون و الطبيعة و ما يميزها عن بعضها البعض هو المحيط الذي ترعرعت فيه , فاسم شجرة ينطبق على الاشجار التي تحتاج الى ماء كثير و بالتالي وجب على البيئة التي تحتضهنا ان توفر احتياجاتها من ماء و حرارة و ينطبق حتى على الاشجار التي لا تحتاج الماء بحكم البيئة التي ترعرعت فيها و هذا ما يجعل الاشياء فريدة من نواعها و منفردة بذاتها .. و حتى الاشجار المتشابهة في الصنف تختلف في اشياء اخرى كالحجم مثلا و هكذا.
حتى في النوع الواحد هناك اختلافات في اجزاء بسيطة تدرك بعد تأمل شديد و ذلك طبعا بالاستعانة بحواسنا مما يجعل لكل شكل ما يميزه حتى و عن اخيه , حتى و ان كانا من جنس واحد و جذر واحد ولهما نفس الاسم و المعنى فلا يمكن ان نجد نسخا طبق الاصل عن بعضها و من خلال هذا يمكننا القول ان المصطلحات التي نطلقها على بعض الاشياء لا تجعلها بالضرورة متشابهة بل نطلقها عليها لوجود قواسم مشتركة بينها و مثال الشجرة يسري كذلك على البشر فعند قولنا مثلا "بنو أدم" نقصد بهذا اللفظ اشتراك كائن بشري معين مع غيره من الكائنات البشرية في خصائص معينة , فاللفظ هو عبارة عن فكرة أو تمثلات متواجدة في اذهاننا و كلما وجدنا من تنطبق عليه تلك الافكار و التمثلات نقول عنه ان هذا من بني ادم استناذا على تلك الافكار او التمثلات و حتى ان قابلنا كائنا غريبا لم يسبق لنا رؤيته نبحث فيه عن اجزاء تربطه بباقي الكائنات فنقول هو بطول شجرة و يملك فما يشبه فم البشر و عيون تميل الى عيون الغزال و الى ما ذلك.
عودة الى العالم المحسوس وجب القول أنه عالم متشكل بطريقة مؤقتة وغير كاملة مقارنة بالعالم الذي يعمل انطلاقا من العالم الواقعي.
فالعالم المحسوس يعمل وفق قوانين زمكانية التي لا تسمح مثلا لشخص ان يكون في مكانين مختلفين في الان ذاته و كذا يمكن ملاحظة هاته القوانين على الاشياء التي لا تظل على حالها بمرور الزمن فكل ثانية تلهو بملامحنا و يمارس الزمن تأثيرا على الاشياء التي نتعامل معها بحواسنا لكن لا يمكن ملاحظة هذا التغير أنيا لكن بعد فترات مديدة و نأخذ مثالا على هذا اذا كنت تجلس في مقهى مع شخص ما لن تستطيع أن تلاحظ التغيير الطارئ عليه في الفترة الممتدة بين أول اللقاء و نهايته مهما حاولت فعل ذلك فالزمن لا يترك لك فرصة لملاحظة العوامل الخارجية التي أثرت على جسد و مظهر المخاطب الجالس أمامك فالتغيرات التي طرأت عليه هي تغيرات مجهرية لا نستطيع ملاحظتها بالعين المجردة لانها تغيرات موجودة باستمرار و بكيفيات لا نهائية و هذا ما يجعلها غير قابلة للملاحظة لأن الاشياء لا تظل على حالها و بالعودة الى افلاطون فهو يذهب الى ان العالم المحسوس أو عالم المظاهر الذي نعرفه هو عالم ما سنصير عليه أي هو عالم الاشياء المتغيرة لا يظل على حاله و كل ما فيه متطور باسمترار و كل ما فيه خاضع لقانون التغير و التطور و بالتالي تظهر اشياء و تختفي أخرى تخلق كائنات و وتنقرض اخرى و كلما مات مخلوق ولد اخر غيره و نحن البشر في نفس السيرورة فلا احد منا خالد و وجودنا مرهون بزمن محدد, نولد فنكبر شيئا فشيئا فالصغير يكبر و الكبير يشيخ و العجوز يموت ,, نعيش لوهلة نعدها سنينا هي ولادة بعدها يأتي الموت يترنح فيأخذنا لنترك مكا شاغرا لغيرنا.
و هذا ما يميز العالم المحسوس
...
اقرأتعتبر المبيعات مقياس نمو ونجاح المشاريع مهما كان حجمها. بدون مبيعات لا يمكن ان نتحدث عن عمل تجاري ، ولتحقيق مبيعات تتماشى مع حجم المشروع والأهداف...
اقرأالتردد نوع من الصراع أو الحيرة يتحول في كثير من الأحيان إلى عَرض مَرضي إذا زاد عن الحد الطبيعي فيُضعف الشخصية ويسبب لها الكثير من الإخفاقات، وتظهر...
اختبر